أيها العرب كل مذبحة وأنتم بخير

غزلان جنان
وجهات نظر
غزلان جنان2 أغسطس 2014آخر تحديث : منذ 10 سنوات
أيها العرب كل مذبحة وأنتم بخير
أيها العرب كل مذبحة وأنتم بخير
c4ac2385667112eddd0a856a75a2e5f6 - مشاهد 24

يواصل الاحتلال الإسرائيلي تدميره للبيوت الفلسطينية، وقتل سكان غزة وذلك تفهمًا منه لمشكلة الاكتظاظ السكاني الذي هو الأكبر في العالم كله حيث أن غزة تقع على بقعة أرض صغيرة مساحتها 360 كم مربع، طولها 41 كم، وعرضها يتراوح بين 5 و15 كم. بلغ  عدد سكانها حتى نهاية عام 2013، المليون و 853 ألف نسمة، وهذا الاكتظاظ ينذر بوقوع كارثة، من هنا أراد الاحتلال أن يساهم بقتله للسكان هناك في تخفيف حدة الكارثة القادمة الناتجة عن هذا الاكتظاظ الفريد من نوعه في العالم.
 إن القتل الجماعي له عدة فوائد فقتل قسم كبير من الأطفال سيريحهم من معاناة الوجود التي تنتظرهم.
قتل  الآباء والأمهات  سيريحهم من الحسرة الأبدية على أولادهم.
 وقتل الشيوخ سيريحهم من أوجاع الشيخوخة وخاصة من أوجاع المقاصل الناتجة عن تأكل وهشاشة العظام.
 ثم أن اللون الأحمر لون المحبة يبعث  الحيوية والنشاط في النفوس بدلًا من الخمول والكسل.. انه لون البرقوق والجمال الذي يطور الحس الفني ويبعث النشوة السعادة.
 إن كل ما قتلتهم إسرائيل حتى اليوم يتعدى قليلًا ال1 % مما قتلته الولايات المتحدة  عندما ألقت القنبلة الذرية على هورشيما ، ثم أن الأنظمة العربية والإسلامية  تخلت عن الشعب الفلسطيني وهي  تقدر جهود إسرائيل التي كلما قتلت أكثر ازدادت شعبيتها أكثر و فتحت لها هذه الدول القنصليات والسفرات وزادت العلاقات السياحية والتجارية ورفرف العلم في قلب عواصمها.
إن المذابح التي تقوم بها إسرائيل تأتي دعماً منها للشعب هناك، وذلك  في عدة مجالات، فقصف سيارات الإسعاف والمدارس رائع جدًا فمن قال بان الإنسان يجب أن يعاني من العاهات المستديمة مدى الحياة؟
كما أن تدمير البيوت هناك سيؤدي إلى محاولة الأعمار، وهذا مما يساعد في القضاء على البطالة التي تنتج الشرور على اختلافها، وذلك باستيعاب الأيادي العاملة، مما يقتضي إحضار الرمال الضرورية للعمار، مما يساهم في دفع أطفال فلسطين المتبقين من ممارسة طفولتهم الطبيعية المفقودة، فكما هو معروف أن الأطفال في كل مكان يجدون متعة بالغة في اللعب على الرمال، يلعبون (بيت بيوت) وغيرها من الألعاب الممتعة، بناء أشكال مختلفة من شانها أن تطور خيال وفكر الأطفال.
 كما أن الاحتلال بتدميره للبيوت الفلسطينية يدعم الأدب وخاصة الشعر حيث أن قرائح الشعراء تتفتح وتقدح مما يدفعهم إلى نظم القصائد الجميلة الرائعة الحنونة المتباكية على الأطلال.
من هنا فإن الاحتلال سوف يواصل هدم البيوت في غزة وفي كل مكان على سكانها، مساهمة منه في دعم مجالات حياتية متنوعة للشعب الفلسطيني، أرأيتم حنان وإنسانية دولة إسرائيل ممثلة بوزرائها رسل الإنسانية والمحبة، أن الوزير لبرمان أعرب عن نيته في تدمير لبنان وإيران وهدم سد اسوان مشكورًا على هذا الكرم الكبير الذي من شانه أن يخلص البشرية من محور الشر.. إن وزراء إسرائيل كالحمام الذي أوقف هديله على الشرفات المهدم التي تثير الحنين وكل المشاعر الإنسانية الرقيقة.
من قال أن طائرات إف 15 أم 16 والاباتشي هي قاصفات مدمرة؟ إنها عصافير مغردة وبلابل شجية في سماء فلسطين المتعب إنها لعبة جميلة، طائرة في السماء تسر الناظرين إليها ، وتطرب السامعين لهمسها الحنون.
من قال أن وزراء إسرائيل لا يحبون الفلسطينيين ؟ هل من يقضي على البطالة يكره الفلسطينيين ؟ هل من يوفر ملاعب للأطفال يكره الفلسطينيين ؟ هل من يقطع الحياة عن الأم والأب الثاكل لتخليصهم من الحسرة الأبدية على أولادهم يكره الفلسطينيين؟ هل من يقتل الشيوخ لتخليصهم من أوجاع الشيخوخة والتي منها أوجاع المفاصل الناتجة عن تأكل وهشاشة العظام يكره الفلسطينيين؟
 هل من يخلص المعذبين من معاناة الوجود يكره الفلسطينيين؟ هل من يدعم الأدب ويفتح قرائحهم الشعرية يكره الفلسطينيين هل من يطير في سماواتهم عصافير إف 15 وبلابل إف 16 وحساسين الأباتشي يكره الفلسطينيين؟

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق