أوباما بدون طائرة

يبدو الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي جاء على وقع الفشل الذريع الذي جناه سلفه جورج بوش مفتقدا للإلهام الذي توهمناه في شخصيته حين فاز في إنتخابات الرئاسة الأمريكية في دورتها السابقة قبل أن يكملها بالدورة الحالية، فهو يبدو كطيار لايمتلك طائرة، ورغم إنه تدرب على الطيران لسنوات لكنه لم يستطع الحصول على طائرة يحلق بها بعيدا ليحقق أحلامه في إنتشال الإقتصاد الإمريكي من وهدته التي وقع فيها، أو في محاولاته الحثيثة لإزالة الصورة الشوهاء التي تركها بوش في حربه على العراق وأفغانستان، وماتركه من مشاكل لاتعد ولاتحصى في الإقتصاد والسياسة، وعلى مستوى العلاقات الخارجية التي أصبحت سيئة للغاية مع معظم دول العالم خاصة بعد الكشف عن وثائق سرية عبر موقع ويكليكس، وماأظهره العميل السابق سنودن من وثائق سرية عن سياسات أمريكية أذهلت العالم، وكانت الحرب السرية التي يقودها هو بنفسه ضد الإرهاب والاخطاء التي بدأت تتكشف من خلال إستخدام الطائرات بلا طيار في أفغانستان واليمن وباكستان، وماسببته من خسائر جسيمة في الأرواح البريئة لأطفال ونساء وشيوخ يدفعون الثمن إنهم في مناطق يحكمها الوحوش، سببا مضافا لإرتفاع أصوات لم يكن متوقعا سماعها أبدا.
الولايات المتحدة تقوم بتوجيه ضربات جوية قاتلة عبر الطائرات المسيرة التي يتحكم بها مهندسون وخبراء، وتنطلق من قواعد في المملكة العربية السعودية وأفغانستان ضد أهداف للقاعدة في مناطق القبائل على الحدود الباكستانية، وفي الجبال الوعرة في اليمن، وكما هو واضح فإن الرئيس باراك أوباما هو الذي يصدر الأوامر في هذا الشأن بعد أن نصحه مسؤولون مقربون بإستخدام أسلوب قتالي جديد للفتك بأعداء الولايات المتحدة من أتباع القاعدة وطالبان. قد يبدو السبب مقنعا للوهلة الأولى في إستخدام هذا النوع من الطائرات، فالجيش الأمريكي على الأرض يتعرض للخسائر في الأفراد والمعدات، بينما لاتستطيع مجموعات الجنود الوصول الى مناطق وعرة يعرف رجال القاعدة العمل والتحرك فيها بيسر، وليس ممكنا أبدا التفريط في مثل هذا الأسلوب الذي لايكلف كثيرا على مستوى السيطرة التقنية وفي الوقود المستخدم ونوع الصواريخ التي تحمل على متن الطائرات المسيرة بدون طيار، وقد حقق بالفعل نجاحات كبيرة وتم قتل العشرات من الإرهابيين والمتعاونين مع القاعدة، برغم ذلك فليس مقبولا النتائج الكارثية التي تنتج عن القصف الجوي الذي تمارسه هذه الطائرات فمع قتل عنصر واحد من القاعدة قد يقتل أفراد قلوا، أو كثروا لاعلاقة لهم بالقاعدة كما إن العشرات يجرحون في كل عملية ويتحولون الى معاقين، وهو ماترى فيه منظمات حقوقية عملا غير أخلاقي. منذ أيام تابعت تقريرا تلفزيونيا عن الضحايا من النساء والأطفال الأبرياء الكثر سواء في اليمن، أو في أفغانستان، عمليات التوثيق تظهر إن الضحايا أبرياء كما في توثيقات الصديق الصحفي اليمني محمد المهدي الذي يعمل في مؤسسة الكرامة بصنعاء، ويبدو لي إن أوباما سيكون ضحية لسياسات بلاده التي يقنعها به مسؤولون غير مسؤولين في الغالب.

اقرأ أيضا

الصحراء المغربية

منزلقات تأويل موقف روسيا من المينورسو

أثار التصويت على قرار مجلس الأمن الدولي بخصوص التمديد لبعثة المينورسو جدلا كبيرا في مختلف …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *