نوبل والربيع العربي

غزلان جنان
2015-10-14T09:29:17+01:00
وجهات نظر
غزلان جنان14 أكتوبر 2015آخر تحديث : منذ 9 سنوات
نوبل والربيع العربي
نوبل والربيع العربي

بقلم: حسن نافعة*

لم يتوقع أحد فوز اللجنة الرباعية للحوار الوطني في تونس بجائزة نوبل للسلام لهذا العام، وذلك لسببين رئيسيين. السبب الأول، أن تاريخ هذه الجائزة يشير إلى أنها تُمنح، في الأحوال المشابهة، لأطراف الصراع الذين ينجحون في التوصل إلى اتفاقات تنهي أزمات تهدد السلم الأهلي أو الدولي، وليس للوسطاء في تسوية تلك الأزمات، أياً كانت أهمية الدور الذي يلعبونه. فجائزة نوبل للسلام مُنحت عام 1973 لكل من هنري كيسنجر ولي دوك تو، مكافأة لهما على التوصل إلى اتفاق وضع نهاية لحرب فيتنام، ومُنحت عام 1978 لكل من أنور السادات ومناحيم بيغن مكافأة لهما على التوصل إلى اتفاقيتي كامب ديفيد اللتين شكلتا إطاراً عاماً لحكم ذاتي للفلسطينيين ولمعاهدة سلام بين مصر وإسرائيل، ومُنحت عام 1993 لكل من نيلسون مانديلا وفريدريك دي كليرك، مكافأة لهما على التوصل إلى اتفاق أنهى نظام الفصل العنصري وأعاد الاعتبار الى الغالبية السوداء في جنوب إفريقيا، ومُنحت عام 1994 لكل من ياسر عرفات وإسحق رابين وشيمون بيريز، مكافأة لهم على إبرام اتفاق أوسلو لتسوية القضية الفلسطينية. أما الأطراف التي توسطت لإنهاء تلك الصراعات فنادراً ما فازت بالجائزة، رغم قيامها أحياناً بدور أكثر فاعلية في التوصل إلى تسويات. فالرئيس الأميركي جيمي كارتر، على سبيل المثال، لم يكن من بين الفائزين بالجائزة عقب نجاح مفاوضات كامب ديفيد عام 1978، رغم دوره المحوري فيها. صحيح أن كارتر حصل عام 2002 على جائزة نوبل للسلام، لكن كمكافأة له على جهوده في الدفاع عن حقوق الإنسان في مناطق مختلفة من العالم وليس على جهوده كوسيط في مفاوضات كامب ديفيد. الحالة الوحيدة التي كوفئ فيها وسيط في تاريخ جائزة نوبل للسلام كانت، في حدود علمي، حين فاز بها الرئيس الأميركي ثيودور روزفلت عام 1906 تقديراً لدوره في إنهاء الحرب الروسية اليابانية. ولأن رباعية تونس كانت وسيطاً في إنهاء الأزمة التي أنقذت «ثورة الياسمين»، وليست طرفا فيها، فقد جاء فوزها بالجائزة بمثابة استثناء لافت للنظر.

لمواصلة القراءة ، انقر هنا

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق