اليابانيون يعانون حرمانا مزمنا من النوم

مهدي محيب
2015-07-08T14:21:11+00:00
عالم المرأةفن وثقافة
مهدي محيب8 يوليو 2015آخر تحديث : منذ 9 سنوات
اليابانيون يعانون حرمانا مزمنا من النوم

تسقط رأس الراكب مرارا على كتف الجالس بجواره على متن القطار وفي الحقيقة إنه ليس الوحيد بل هو واحد من بين عدة رجال أعمال ناموا في القطار، ومن بينهم اثنان كانا واقفين. مثل هذه المشاهد المسائية شائعة في قطار الأنفاق في طوكيو باليابان.

وفي هذا الصدد يرى كازو ميشيما وهو متخصص في أمراض النوم في المركز الوطني للأعصاب والطب النفسي أن “البلاد بأسرها تعاني من حرمان مزمن من النوم”.

ولطالما اعتبر الحصول على قسط قليل من النوم دلالة على أحد أخلاقيات العمل المحببة المعروفة باسم “فومين فوكيو” أي “دون نوم أو راحة” في الدولة صاحبة ثالث أكبر اقتصاد في العالم.

وحسب استطلاع رأي أجرته مؤسسة النوم الوطنية الأميركية، تبين أن اليابانيين هم الأشخاص الذين يحصلون على أقل قسط من النوم في أيام العمل بواقع ست ساعات و22 دقيقة في المتوسط بين كل الدول التي شملها الاستطلاع وبينها الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وكندا والمكسيك.

ومن أجل تجديد نشاطهم وتحسين جودة عملهم يلجأ اليابانيون إلى وسيلة ليست مقبولة إلى حد كبير في الغرب وهي النوم أثناء العمل.

ولتعزيز الصحة وتقليل التوتر وزيادة الانتباه تنصح وزارة الصحة اليابانية بأخذ قيلولة مبكرة بعد الظهر لمدة 30 دقيقة.

ولاقت هذه الدعوة استجابة من الشركات، ففي عام 2012 بدأت شركة “أوكوتا كوربوريشن” لتجديد المنازل وتقع بالقرب من طوكيو، السماح لموظفيها البالغ عددهم نحو 300 موظف بأخذ قيلولة لمدة 15 دقيقة لمرة واحدة في اليوم.

وتسمح شركات أخرى أيضا بأن يحصل موظفوها على قيلولة على مكاتبهم أو في الكافيتريا خلال استراحة الغداء، غير أنه من المهم اتباع قواعد السلوك الملائمة وهو ما يعني عدم الشخير أو وضع القدم على المكتب.

غير أن ماكوتو أوشياما وهو أستاذ في الطب النفسي في كلية الطب بجامعة نيهون في طوكيو يحذر من أن “قيلولة الظهيرة لا تعوض الحرمان المزمن من النوم”.

وأشار ميشيما وهو خبير في أمراض النوم إلى أن “الحرمان من النوم لا يقلل التركيز والأداء في العمل فحسب ولكن أيضا يساهم في حوادث مرورية وصناعية”.

وقال إن اليابان تعاني من حرمان مزمن من النوم رغم انتشار النوم أثناء العمل، مضيفا “نحن بحاجة إلى أن تصبح هذه المسألة مشكلة مجتمعية”.

وأظهرت الدراسات أن واحدا بين كل خمسة يابانيين يعاني الآن من اضطراب في النوم. وقرعت الحكومة اليابانية وخبراء الصحة ناقوس الخطر، وحثوا المواطنين على “النوم المبكر والاستيقاظ المبكر وتناول الفطور”.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق