الرئيسية / بانوراما / حزن عميق في كل الأوساط الثقافية بالمغرب بعد رحيل الكاتب الإسباني خوان غويتيصولو
الكاتب الإسباني خوان غويتيصولو

حزن عميق في كل الأوساط الثقافية بالمغرب بعد رحيل الكاتب الإسباني خوان غويتيصولو

تركت وفاة الكاتب الإسباني خوان غويتيصولو  حزنا عميقا في مختلف الأوساط الثقافية  بالمغرب،نظرا للمكانة التي كانت يتمتع بها كمبدع من الطراز الكبير، واعتبارا للدور الذي قام به في الدفاع عن القيم الكونية في العالم.

فقد ارتبط الرجل كثيرا بالمغرب، وجعل منه مصدرا لإلهامه، ومنطلقا لإبداعاته التي انتشرت عبر مختلف أنحاء العالم،لما تحمله بين حناياها من إضافات نوعية في سجل الكتابات الإنسانية.

واتضح هذا جليا،وبشكل ملموس، من خلال  الكلمات التي ألقيت، أمس الأحد، في حفل تابيني لوداعه بالمدينة الحمراء،بحضور السلطات المحلية، وعلى رأسها والي الجهة،إضافة إلى  عمدة المدينة وممثل السفارة الإسبانية علاوة على مجموعة من المنتخبين والمبدعين الذين ارتبطوا معه بعلاقات إبداعية وإنسانية.

وبموازاة مع وافاته، ارتفعت بعض الأصوات المبدعة من قلب مراكش، تطالب بتخليد إسمه،إما عبر إطلاق اسمه على أحد شوارعها،أو إنشاء متحف خاص يضم بين جنباته،مختلف الأعمال الإبداعية، التي أنجزها خلال وجوده فيها.

وحسب الأنباء الرائجة،ينتظر  أن يوارى جثمان الكاتب الإسباني خوان غويتسولو الثرى اليوم (الاثنين)، بالمقبرة البحرية، بمدينة العرائش، إلى جانب  صديقه ورفيقه، الكاتب الفرنسي جان جينيه، خلافا لكل التوقعات التي كانت تفيد أنه سيدفن بمراكش، المدينة التي أمضى فيها جزءا كبيرا من حياته، وله فيها الكثير من الذكريات.

وفي هذا السياق،نعى اتحاد كتاب المغرب، بأسى وحزن بالغين، الكاتب الإسباني العالمي الكبير، خوان غويتيصولو، الذي فارق الحياة صباح أمس الأحد ببيته، بمدينة مراكش، عن عمر يناهز 86 سنة.

واعتبر الاتحاد أنه بوفاة  خوان غويتيصولو اليوم، يكون العالم الثقافي والإبداعي والإنساني، قد فقد رمزا كبيرا من رموز الثقافة والفكر والإبداع والنضال وحقوق الإنسان في العالم، وصوتا من الأصوات الكونية المدافعة عن حوار وتلاقح الحضارات والثقافات بين ضفتي حوض البحر الأبيض المتوسط، وبين الضفتين الإيبيرية والأمريكية.

وأردف في بلاغ له، يتوفر موقع “مشاهد24”  على نسخة منه، أن  الكاتب  الراحل،ظل  وفيا للمبادئ وللقيم التي آمن بها، بمثل ما ظل مدافعا عنها إلى أن وافته المنية، رافضا كل أشكال الإغراء أو الاستيلاب وعلى مستويات رسمية كبرى،  محافظا بذلك على استقلاله الفكري والثقافي، ومساهما بقوة في تجديد الإبداع الإسباني واللغة الإسبانية.

وأشاد الاتحاد بكون الكاتب الفقيد ظل  منتصرا للقضايا الإنسانية الكونية العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مدافعا عن أفقها الإنساني والتاريخي المشروع، بمثل ما بقي وفيا، رحمه الله، لبلده الثاني، المغرب، هذا الذي ارتضاه مكانا للإقامة والعيش، إلى درجة أصبح فيها اسمه مرتبطا بمدينة مراكش، المدينة التي أحبها خوان، كما أحب ناسها وتراثها وأمكنتها، واختارها مكانا للعيش فيه منذ العام 1996، فاحتلت المدينة بذلك مكانا لافتا في كتاباته وإبداعاته الروائية والسيرذاتية، وفي مقالاته ودراساته، إلى أن وافته المنية فيها، إذ ظل يبادل المدينة المحبة بالمحبة، والمودة بالمودة، مدافعا عن تراثها وعن ساحتها الشهيرة “جامع الفنا”، وإليه يعود الفضل في اعتراف اليونسكو بالساحة، باعتبارها تراثا شفاهيا إنسانيا، هو الذي كرس جزءا من اهتماماته، رحمه الله، لهذه الساحة الشهيرة، ولتراثها الشفاهي والحكائي ولذاكرتها الشعبية، بمثل عشقه الكبير وتعاطفه الاستثنائي مع الحضارة والثقافة العربية الإسلامية.

وذكر البلاغ أن  اتحاد  كتاب المغرب، سبق له “أن رحب بهذا الكاتب العالمي، وبانتمائه الجديد إلى أفقنا الإنساني والثقافي والإبداعي، فمنحه الاتحاد العضوية الشرفية فيه، اعترافا بحضوره الإنساني والإبداعي الكبير، وبانخراطه الإنساني والوجداني والفكري والإبداعي في مشهدنا العام.”

وخلص المصدر ذاته، إلى القول إن الكاتب العالمي غويتيصولو، سيظل صوتا إبداعيا متفردا، بكتاباته الإبداعية العالمية الشهيرة، بما أثارته من جدل واسع، لجرأتها ولخصوصيتها، ولإشكالية الإبداع فيها، بمثل ما سيظل واحدا من قمم وروائع الأدب الإسباني والعالمي، وأحد أكبر المدافعين عن التعدد الثقافي والتنوع الفكري، مستهجنا كل انغلاق في الحوار وفي الثقافات.

وبهذه المناسبة الأليمة، يتقدم  اتحاد كتاب المغرب، وهو يؤبن فقيد الإبداع العالمي الكبير، بتعازيه ومواساته، إلى أفراد عائلته، وإلى كل المثقفين والمبدعين والمناضلين في إسبانيا والمغرب وبقية العالم، راجيا من العلي القدير أن يشمل الفقيد بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم عائلته وأصدقاءه وقراءه جميل الصبر وحسن العزاء.