الرئيسية / بانوراما / “مسار”.. كتاب جديد يرصد تجربة الفنان التشكيلي محمد البوكيلي
الفنان التشكيلي محمد البوكيلي
غلاف كتاب "مسار" الصادر في صيغتين بالعربية والفرنسية عن تجربة الفنان المغربي التشكيلي محمد البوكيلي

“مسار”.. كتاب جديد يرصد تجربة الفنان التشكيلي محمد البوكيلي

بتزامن مع انعقاد الملتقى الدولي السادس  للفنون التشكيلية، التي نظمته مؤسسة  البوكيلي ،صدر كتاب جديد من الحجم الكبير،موسوم ب ” مسار الفنان التشكيلي محمد البوكيلي”، وهو كما يبدو واضحا من خلال العنوان،يرصد تجربة الرسام المذكور،مرورا بكل المحطات الفنية التي اجتازها،إلى أن تمكن من إثبات ذاته في المشهد التشكيلي بالمغرب.

محمد أديب السلاوي، الكاتب والإعلامي الناقد الفني المعروف،سعى من خلال مقدمة الكتاب إلى القبض على مختلف ملامح تجربة البوكيلي، متوقفا بالخصوص عند محاولته “إيجاد صيغة توفيقية، تعادلية بين التشكيل الحروفي،وبين التشكيلات الفنية التراثية لتأخذ تجربته بعدا آخر”.

ومن المراحل المهمة في مسار البوكيلي، كما كشف عنها،أديب السلاوي، دخول ريشته لرحاب القرآن،مشيرا إلى أنه وعند إقدامه على هذه الخطوة، التي وصفها ب”العملاقة”، كان لزاما عليه أن يدرك بعمق، تبعية التعبير الديني للقرآن الكريم، ونظرة الإنسان إلى العالم المحيط به، واعتماد هذا الفن على نوع انفعاله العاطفي في الحدود التي رسمها الدين الحنيف.

وأردف السلاوي أن الفنان التشكيلي البوكيلي قدم قراءة تشكيلية لواحدة من أروع سور القرآن الكريم،” الرحمن علم القرآن،خلق الإنسان علمها البيان،الشمس والقمر بحسبان”..إلى آخر السورة الكريمة،معتمدا على الحرف المغربي الأندلسي، الذي طوعه،وأعاد بناءه، وعلى الزخرفة الشرقية العريقة، التي أعاد صياغة هندستها البنائية، ثم التهميش/ الحواشي، التي صاحبت كتب التفسير والسورة، ثم إمضاء المبدع بخط الطغراء (خاتم الملوك العثمانيين)، الذي أكد الهوية الإسلامية لقراءته التشكيلية.

ولاحظ السلاوي أن تجربة البوكيلي استرسلت عبر ست مراحل أساسية،أنجز خلالها أربع مجموعات خطية،تبتعد الواحدة عن الأخرى،بمساحات إبداعية واسعة، ولكنها تلتقي في منبع واحد، وهو الخط العربي.

وخلص إلى أن البوكيلي لم يكتف بتخطيط أعماله، وإنما “هندسها” في التفاصيل، كما كان يفعل تماما الفنان المسلم في العصور الغابرة، الذي كان حرصه شديدا على أن يكون “الشكل” هو أساس فنه.

الكتاب صدر باللغتين: العربية من تقديم الكاتب والاعلامي والناقد الفني والادبي محمد أديب السلاوي، والفرنسية من تقديم الكاتب والأديب والباحث الفنان التشكيلي محمد سعيد سوسان.

وجاء هذا الإصدار  مزدانا بالعديد من اللوحات التي تؤرخ لتطور “مسار” البوكيلي، الذي لم يفوت الفرصة دون أن يهدي إصداره الجديد إلى كل الذين لعبوا دورا مؤثرا في حياته الفنية والشخصية، وفي مقدمته والدته، التي قدمت الكثير من أجل تربيته وتشجيعه على السير بعيدا في مساره الفني، وكذلك الشأن بالنسبة لوالده.

كما أهداه،إلى “ابنة الجيران، “التي أسرت قلبي فوق السطوح”، وإلى أستاذته الأديبة الحاجة خناثة بنونة، “التي أهدتني المجهر لأتفحص المكنون والمسكوت عنه”، وإلى الزعيم علال الفاسي، ” الذي وقف ورائي ودفعني لأمتد على طول وعرض الوطن”،وإلى إخوانه وزوجته فوزية حيمي، أم بناته مريم، ريم، مها “التي تقوم بأدوار أساسية شتى”،وإلى حفيديه ندى وياسين، وقبلهما إلى الغائب الحاضر إبنه “ضياء، فلذة الكبد رحمه الله”.