“ذي غارديان” تكتب عن التطلعات الإقليمية للإمارات

اعتبرت جريدة “ذي غارديان” البريطانية في مقال لها أن الدور الذي تلعبه الإمارات العربية المتحدة في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية يكشف عن طموحات لدى الإمارة الخليجية بلعب دور أكبر في المنطقة.
وترى الجريدة أن تطلعات الإمارات بلعب دور إقليمي أكبر ازدادت في ظل ما تعيشه المنطقة وتأثر عدد من اللاعبين الإقليميين، حيث تراجع الدور المصري منذ الإطاحة بالرئيس حسني مبارك ومن بعده محمد مرسي، وتأثر العراق وسوريا بسبب الحرب ووجود حالة من العداء تجاه تركيا بسبب دعمها للإسلاميين في حين تجد السعودية نفسها تحت قيادة محيط ملكي أثرت عليه عوامل الشيخوخة.
الرغبة في تعزيز دورها الإقليمي والدولي دفع الإمارات إلى الانخراط في السياسية الدفاعية الأمريكية، وكانت بذلك الدولة العربية الوحيدة التي أرسلت قواتها إلى أفغانستان. هذا لا يعني أن الإمارات لا تتمتع بما يكفي من الاستقلالية لاتباع استراتيجياتها العسكرية الخاصة.
ففي غشت الماضي انطلقت طائرات إماراتية من مصر، تقول “ذي غارديان”، من أجل قصف مواقع تابعة لميليشيات إسلامية في ليبيا- بالرغم من أن العملية لم يتم تبنيها، وهو سياسية استلهمتها الإمارات على ما يبدو من إسرائيل التي يقال إن الإمارة الخليجية تحافظ على علاقات سرية معها.
الحرب على الإسلاميين في الداخل والخارج، وهو ما يعني دعم الحكام الديكتاتوريين الذي يعارضونهم، هي الحجر الأساس في السياسة الإماراتية، بحيث يرى المسؤولون أن الحركات الإسلامية المحسوبة على التيار المعتدل هي معتدلة بالاسم فقط وأنه في واقع الأمر قد انزلقت إلى التطرف.
وهذا ما جعل أن المساعي الإماراتية في هذا المجال قد شملت الضغط على بريطانيا، التي تعد شريكا تجاريا مهما لها، من أجل مراجعة أنشطة الجماعة فوق الأراضي البريطانية أملا في استصدار قرار بحظرها.
وتضيف الصحيفة أن المسؤولين الإماراتيين يغنون نغمة واحدة، وهي رفض الفكرة التي تقول إن حظر الإسلاميين المعتدلين الذين يؤمنون بالديمقراطية البرلمانية سيخلف فراغا ستملئه الجماعات الجهادية مثل القاعدة وداعش.
الثقة التي أضحت تتمتع بها الإمارات كلاعب إقليمي ودولي مهم يعود في جزء منه إلى المنافسة التي أصبحت تخوضها ضد غريمتها قطر، الداعم الكبير للإخوان المسلمين والتيارات الإسلامية. وتعد ليبيا مسرحا للتنافس بين البلدين، من خلال دعم قطر للميليشيات الإسلامية ودعم الإمارات لمعارضيهم.
وترى “ذي غارديان” أن قيام طائرات إمارتية بتوجيه ضربات جوية ضد أهداف تابعة لميليشيات إسلامية في ليبيا يعني أن المنافسة بين البلدين وصلت إلى مستوى كبير.
التدخل الإماراتي في الشأن المصري، تضيف الجريدة، نابع بدوره من المنافسة القائمة مع قطر، التي كانت قناة الجزيرة التابعة لها بمثابة داعم كبير للرئيس مرسي وللإخوان المسلمين.
في نفس الإطارات عملت وسائل الإعلام الإماراتية وشركات العلاقات العامة جاهدة من أجل مواجهة التأثير الذي تلعبه قطر في المنطقة. وبالرغم من عودة الهدوء داخل مجلس التعاون الخليجي، إلا أن غضب دول الخليج ضد قطر لا يبدو أنه قد زال.
وبالعودة إلى مصر، قدمت الإمارات إلى جانب السعودية ملايير الدولارات من أجل دعم الاقتصاد المصري. ويرى المسؤولون الإماراتيون أن خلق فرص الشغل ونسبة نمو جيدة هو الكفيل بحماية البلدان من التطرف والصراعات الطائفية.
وبالرغم من كون الإماراتيين يثقون في الأمريكيين أكثر، على حد تعبير الجريدة، إلى أنهم يشعرون بدورهم بالقلق مما يرونه محدودية الاستراتيجية الأمريكية في الحرب ضد “داعش” والعمل لإسقاط نظام بشار الأسد، فضلا عن ما قد يوصف أن تقارب أمريكي إيراني.

اقرأ أيضا

مساعي جزائرية.. الرئيس التونسي يدعو إلى لقاء تشاوري حول تكتل مغاربي يستثني المغرب وموريتانيا

أعلنت الرئاسة التونسية، مساء اليوم السبت، أنه بدعوة من الرئيس قيس سعيد سيقوم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، بزيارة تونس، لأجل المشاركة في الاجتماع التشاوري الذي تحاول من خلاله الجزائر خلق تكتل جديد يصفه بعض المراقبين بـ"الهجين".

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *