فككت مصالح الأمن الإسبانية، صباح الأربعاء، خلية إرهابية في مدينة سبتة المغربية المحتلة، تتكون من أربعة عناصر ضمنهم امرأة، جرى اعتقالهم وإحالتهم على التحقيق.
وذكرت المصادر الأمنية أن العناصر الأربعة وهم من جنسية إسبانية، كانوا جاهزين لإرسالهم إلى سوريا والعراق للقتال في صف التنظيم المتطرف “داعش” وأنهم جزء من مجموعة إرهابية تنشط بالمدينة المغربية المحتلة، تتولى استقطاب المرشحين من الأطفال والبالغين، للالتحاق بصفوف التنظيم المتطرف، تم اكتشافها في شهر فبراير الماضي حيث أسفرت العملية الأمنية حينذاك عن اعتقال ثلاثة متهمين يوجدون بالسجن الاحتياطي ريثما يستكمل التحقيق معهم مراحله.
وتعتقد المصالح الأمنية أن الأربعة المعتقلين يوم الأربعاء، إضافة إلى الثلاثة القابعين في السجن، يشكلون جميعهم خلية إرهابية متجذرة وناشطة في”سبتة” تقوم بعمليات الاستقطاب والشحن بالأفكار التكفيرية ثم إرسالهم إلى ساحات المعارك في العراق وسوريا، من خلال شبكة اتصال في البلدين العربيين تمد خلية سبتة بوسائل ومنهجيات الاستقطاب وإيهام المجندين بأنهم سيقاتلون الكفار في مناطق زودوهم بخرائطها ليسهل تنقلهم فيها للوصول إلى الوجهة المحددة لهم حيث يوجد ينتظرهم مستقبلون من تنظيم “داعش”.
وحسب ما رشح من معلومات عن الجهات الأمنية ونشرتها صحف إسبانية، فإن الخلية المفككة، مختصة في استقطاب الأطفال في سن معينة وترحيلهم إلى المناطق التي يسيطر عليها “داعش” ليستكملوا تدريبهم هناك وتلقينهم مبادئ التنظيم ليشكلوا ما تسميه “داعش” أشبال الخلافة.
وأوضحت ذات الجهات الأمنية أن التنظيم الإرهابي لجأ إلى تجنيد الأطفال، لأن ذلك يمكنه من إعدادهم للقتال بالكيفية التي تجعلهم طائعين منفذين لا يفكرون في غير الموت من أجل التنظيم. ولاحظت أن العناصر المجندة تم تدريبها على التقنيات التي تمكنهم من القيام بنشاط دون إثارة انتباه الجهات الأمنية التي تترصد تحركاتهم كما جرى تلقينهم لغة خاصة تمكنهم من التواصل فيما بينهم دون أن يفك مفرداتها من هم خارج التنظيم.
وتوجد تقنيات الاحتياط والرصد وأساليب التواصل البينية ضمن كتيبات أعدها التنظيم الإرهابي، تعتبر بمثابة دليل عمل، على اعتبار أن شبكة الانترنيت، تعد الفضاء الملائم الذي يساعد التنظيم المقاتل على نشر مبادئه. ولأجل تلك الغاية يتم تزويد المستقطبين والملتحقين بالتنظيم بالإرشادات التقنية وشروط الأمان الالكتروني لكي لا يضبط تحركهم في الشبكة العنكبوتية.
وتقول مصالح الأمن الإسباني إن الخلية المكتشفة في سبتة كانت تعمل من اجل نقل نشاطها إلى بلدان أوروبية أخرى، وتأسيس خلايا مماثلة بها تتولى بدورها مهام الاستقطاب والتكوين والتدريب لصالح تنظيم “داعش”.
وتضيف مصالح الأمن أن عملية البحث والترصد ما زالت مفتوحة، وتندرج ضمن التحريات التي تقوم بها منذ العام 2015 حينما تم رفع حالة الاستنفار الأمني إلى الدرجة الرابعة، ما أدرى إلى اعتقال 161 جهاديا منذ ذلك التاريخ إلى الآن.
إلى ذلك تعتبر المداهمة الأخيرة للخلية الإرهابية، أول نشاط يعلن عنه منذ تعيين وزير جديد للداخلية في إسبانيا، يوصف بأنه ذو تجربة في مجال مكافحة اٍلإرهاب والهجرة السرية والمخدرات من خلال المناصب القضائية التي شغلها إضافة إلى أنه ظل لفترة طويلة عمدة لمدينة اشبيلية بإقليم الأندلس.
ولم يوضح الأمن الإسباني إن كان قد نسق العمل الأخير مع نظيره في المغرب، باعتبار سبتة جزءا من التراب المغربي يسكنها عدد من المغاربة تستغل وضعهم البائس الجماعات الإرهابية فيسهل تجنيدهم.
ولوحظ أن الأمن اكتفى بالإشارة إلى جنسية المعتقلين دون ذكر أسمائهم لمعرفة ما أن كانوا من أصول مغربية أم لا.