الرئيسية / الرئيسية / هجوم إسطنبول وسياسة الكيل بمكيالين في التعاطف الدولي
التعاطف الدولي
هجوم إسطنبول يعيد قضية الكيل بمكيالين في التعاطف الدولي إلى الواجهة

هجوم إسطنبول وسياسة الكيل بمكيالين في التعاطف الدولي

رغم أنه درجت العادة أن يقال إن الإرهاب أعمى ولا يفرق بين مسلم أو مسيحي أو أي معتنق لديانة أخرى، ورغم ما يخلفه الإرهاب من مآس أينما ضرب، إلا أنه من الواضح أن التعاطف الدولي قائم على مبدأ الكيل بمكيالين.

هجوم إسطنبول، الذي استهدف مطار المدينة التركية السياحية مساء أمس الثلاثاء، أعاد إلى الواجهة قضية التباين الحاصل في درجة التعاطف الدولي حينما يضرب الإرهاب عاصمة  أو مدينة غربية، وحينما يكون المستهدف مدينة إسلامية أو عربية أو إفريقية.

وفي حين أعلن زعماء العالم الغربي إدانتهم للهجوم من خلال تغريداتهم على موقع “تويتر”، انتبه آخرون من مستعملي مواقع التواصل الاجتماعي إلى حقيقة أن التعاطف الدولي كان سيكون أكبر لو أن الهجوم وقع في إحدى المدن أو العواصم الغربية.

في “تويتر” انتشرت صور كاريكاتورية تعكس سياسة الكيل بمكيالين هاته، كتلك الصورة التي يظهر فيه رجل تركي وآخر باكستاني وهما يعانقان بعضهما مواساة على ما طالهما من الإرهاب، في حين تجمهر عدد كبير حول علمي بلجيكا وفرنسا لإعلان تضامنهم في الوقت الذي كانت عدسات الكاميرات موجهة إليهما بينما ظلت تركيا وباكستان وحيدتين.

Turkey attacks

في أعقاب الهجوم الدموي الذي راح ضحيته 36 شخصا وأوقع 150 مصابا، طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العالم بالاتحاد من أجل مواجهة الإرهاب.

أردوغان أضاف أن العملية التي طالت إسطنبول كان يمكن أن تقع في أي مدينة وأي مطار في العالم، قائلا، “أريد من الجميع أن يفهموا أنه بالنسبة للإرهابيين، لا فرق بين إسطنبول ولندن وأنقرة وبرلين وإزمير وشيكاغو”.

وشدد الرئيس التركي على ضرورة أن تجتمع دول وشعوب العالم “لمحاربة الإرهابيين، وإلا ستصبح كل الاحتمالات التي كنا نخشى حتى مجرد التفكير فيها حقيقة”.

في شهر مارس الماضي، تساءلت صحيفة “ذي غارديان” البريطانية عن أسباب غياب نفس التعاطف الدولي مع تركيا حينما ضرب الإرهاب العاصمة أنقرة للمرة الثالثة منذ أكتوبر من العام الماضي، مخلفا حينها مقتل 37 شخصا وجرح آخرين دون أن تحظى العاصمة التركية بتضامن من قبيل “أنا باريس”.

آنذاك لم تعم نفس موجة التضامن في أوروبا، ولم نر صحفيا من هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” ينهار باكيا ولا تم إطلاق تطبيق في موقع “فايسبوك” من أجل تحويل صور “البروفايل” إلى العلم التركي.

سؤال “ذي غارديان” ما يزال مطروحا اليوم، مع توالي العمليات الإرهابية ضد تركيا وغياب تضامن شبيه بذلك الذي حصلت عليه باريس وبروكسيل وأورلاندو.

من جانب آخر، ما ينسحب على أنقرة وإسطنبول ينسحب على بيروت وباماكو وبيشاور وبغداد وغيرها من المدن التي يبدو أن قدرها أن يتم التعامل معا بسياسة الكيل بمكيالين، حتى عندما تكون ضحية لإرهاب يقال إنه أعمى. لكن الظاهر أن العمى لا يصيب الإرهاب فقط.