الرئيسية / دولي / لماذا الحرب بين روسيا والناتو ليست مجرد عمل تخييلي؟
الحرب
هل يمكن أن يقود الصراع بين روسيا والناتو إلى حرب واسعة النطاق

لماذا الحرب بين روسيا والناتو ليست مجرد عمل تخييلي؟

في مقال رأي نشرته صحيفة Moscow Times الروسية الناطقة بالإنجليزية، استهل الكاتب جيمس شير حديثه عن الصراع بين روسيا وحلف شمال الأطلسي بالإشارة إلى عمليي تخييلي لقائد قوات الناتو سابقا، الجنرال ريتشارد شيريف بعنوان: “2017: الحرب مع روسيا”.

شير اعتبر أن الصراع بين “الناتو” وروسيا ليس مجرد خيال، فعندما قامت روسيا بالهجوم على أوكرانيا في 2014، شكل هجوما أيضا على الحلف العسكري الذي يوجد مقره في هلسنكي، الذي يعتبر بمثابة النظام الأمني الأوروبي.

مقابل هذا النظام، يدعو إلى إعادة إحياء نظام يالطا، في إشارة إلى المؤتمر الشهير بين جوزيف ستالين وفرانكلين روزفلت وونستون تشيرشل إبان الحرب العالمية الثانية، بحيث يقوم هذا النظام يقوم على احترام مجالات النفوذ.

بوتين يتحدث كذلك عن حق روسيا في التحرك في مجال حدودها التاريخية للدفاع عن مواطنيها خارج حدودها.

الاستثمار الكبير لروسيا في قدراتها على شن حروب إقليمية، ابتداء من سنة 2008 مع الحرب في جورجيا، بما في ذلك ما يتطلبه الأمر من انخراط مصاحب في حرب إعلامية وإلكترونية وتعبئة كاملة للدولة، هو بمثابة “عملية استفزاز دفاعية” ضد الحصار الجيوسياسي والحضاري الذي يفرضه الغرب اليوم على روسيا.

“التساؤل في هذه الحالة حول ما إذا كانت سياسة روسيا هجومية أم دفاعية هو لعب بالكلمات”، يقول جيمس شير.

في هذا الإطار، يدخل استعمال الجماعات العسكرية كسلاح مهم في الصراع الذي تخوضه روسيا اليوم ضد الناتو، من خلال توظيف الخوف، خاصة في دول البلطيق.

التحدي أمام “الناتو” حسب كاتب المقال، لا يختلف عن الرهان الذي كان قائما في غرب برلين، وهو إقناع روسيا أن أي حرب ستشنها يعني اندلاع حرب واسعة النطاق. لأجل ذلك، ليس من الضروري حرمان روسيا من انتصار في دول البلطيق، لكن من الضروري أن لا يكون هذا الانتصار سريعا، يضيف جيمس شير.