الرئيسية / المغرب الكبير / الجزائر وأكذوبة اليد الممدودة إلى المغرب
أكذوبة
الملك محمد السادس أثناء زيارته للجزائر في 2005

الجزائر وأكذوبة اليد الممدودة إلى المغرب

نحت الدعاية الرسمية الجزائرية في الآونة الأخيرة إلى ترديد أكذوبة مفادها أن يد الجزائر ممدودة إلى المغرب من أجل تحقيق تقارب بما فيه مصلحة الشعبين والمنطقة المغاربية، من خلال مناقشة المواضيع الخلافية باستثناء قضية الصحراء.

فالجزائر لا ترى نفسها طرفا في قضية الصحراء، وأن المشكل هو بين المغرب وبين جبهة البوليساريو وأن دعمها لهاته الأخيرة إنما ينسجم مع الشرعية الدولية وحق الشعوب في تقرير مصيرها، في حين أنها الطرف الأساسي في الصراع كما ظل يؤكد المغرب لأنه لولا دعمها للجبهة الانفصالية ما كان يمكن لها الاستمرار.

وتنجلي أكذوبة اليد الممدودة للمغرب من طرف الجزائر من خلال تذكر أن الجارة الشرقية للمملكة أدارت طيلة سنوات ظهرها لدعوات المغرب لحل مشكلة الحدود المغلقة بين البلدين، وتكثيف الجزائر لتحركاتها من أجل تقويض عودة المغرب إلى منظمة “الاتحاد الإفريقي”.

ويبدو من العبث أن تتردد مقولة اليد المدودة على لسان مسؤول جزائري مثل وزير الخارجية رمطان لعمامرة، والذي ذكرت وسائل إعلام أن مقربيه دافعوا عن كونه يحمل عداء تجاه المغرب لضمان بقائه في منصبه بعد المؤتمر الفضيحة الخاص بالاستثمار في إفريقيا.

هذا المؤتمر الفاشل كان بدوره محاولة يائسة من النظام الجزائري للتشويش على المغرب الذي جعل من التعاون جنوب-جنوب أحد ركائز دبلوماسيته تجاه بلدان القارة الإفريقية.

ويبدو أن ترويج أكذوبة استعداد الجزائر لإيجاد أرضية للتفاهم مع المغرب تسعى من خلاله الجارة الشرقية لإبعاد التهمة عن نفسها بأنها ليست هي من يعرقل التكامل المغاربي، والتمويه بأن قضية الصحراء وسعيها المستميت لفصل المغرب عن جزء من ترابه ليس هو صلب الخلاف الذي يجمع المغرب معها.

الحديث عن اليد الممدودة هو كذلك محاولة على ما يبدو لرمي الكرة إلى الملعب المغربي الذي سيظهر بأنه من يرفض التقارب إذا ما لم يقابل الجزائر بيد ممدودة بدوره.

ولعل من نافل القول التذكير بأن اليد المغربية امتدت هي الأولى يوم زار الملك محمد السادس الجزائر في 2005 ومدد زيارته كخطوة لحسن النية، لكن الطرف الجزائري لم يقابلها بما يظهر أنه مستعد فعلا للمصالحة مع المغرب.

للمزيد: لعمامرة يتهم المغرب من جديد بزرع الانقسام داخل إفريقيا