الرئيسية / المغرب الكبير / ضرب واعتقالات بالجملة..المهاجرون الأفارقة يحكون عن معاناتهم في الجزائر
المهاجرون الأفارقة

ضرب واعتقالات بالجملة..المهاجرون الأفارقة يحكون عن معاناتهم في الجزائر

بعدما صار المهاجرون الأفارقة ملاحقين من قبل السلطة الجزائرية، تعالت الأوساط الحقوقية والإعلامية في الجزائر لإدانة ما يتعرض له هؤلاء المهاجرون من بلدان جنوب الصحراء من معاملة لا إنسانية.

وذكرت مواقع إخبارية جزائرية أن عمليات الطرد الواسعة التي قامت بها السلطات الجزائرية في حق المهاجرين من دول الجنوب، وكذا الملاحقات من طرف رجال الأمن التي صاروا عرضة لها، أثارت استنكار منظمات المجتمع المدني الجزائري.

بدورها تطرقت الصحافة الدولية للقضية التي صارت بمثابة فضيحة بالنظر إلى التعامل غير الإنساني الذي أبدته السلطات الجزائرية تجاه المهاجرين الأفارقة.

موقع Algérie Focus لم يتردد في وصف ما وقع بأنه عنصرية وأنه وصمة عار على جبين الجزائر.

صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية نشرت روبورتاجا في الموضوع نقلت فيه جزءا مما يعانيه المهاجرون الأفارقة في الجزائر من خلال شهادات بعضهم.

جوسي، المهاجرة النيجيرية المقيمة في الجزائر منذ 8 سنوات، أكدت أنها لم تشهد عملية مطاردة واسعة للمهاجرين كالتي دارت خلال الأيام الأخيرة. “لم أشاهد شيئا مماثلا من قبل. لقد ذهبوا يبحثون عن المهاجرين في أماكن عملهم ومنازلهم. لقد أخذوا النساء والأطفال”.

آدم، مهاجرين كاميروني يحكي معاناته خلال عملية التوقيفات الواسعة للمهاجرين الأفارقة من قبل عناصر الأمن، والتي بدأت في 1 ديسمبر الجاري من خلال اعتقالات بالجملة في أحياء الجزائر العاصمة حيث تم توقيف المهاجرين وإرغامهم على الصعود إلى حافلات مخصصة لنقلهم.

“عندما رفضنا الركوب في العربات بدأ رجال الدرك في ضربنا بالعصي”، يقول آدم وهو يعرض صورا في هاتفه النقال لمهاجرين بكدمات في وجوههم. بعد اعتقالهم تم تنقيل المهاجرين إلى أحد المراكز ببلدية زرالدة، التي توجد بها إقامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، حيث تم تكديسهم في قاعات تحول إلى مكان إقامة لهم. أحد المهاجرين الإفواريين أكد أن رائحة البول كانت تفوح من المكان ما اضطره هو وآخرين إلى المبيت في العراء خارج القاعات.

1400 مهاجر إفريقي تم اعتقالهم في غضون 24 ساعة حسب ما أكدته الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، في حين تقول تقديرات أخرى إن العدد يتجاوز 2000 شخص.

المثير في عمليات المطاردة الواسعة التي لحقت المهاجرين الأفارقة بالجزائر أنها تزامنت مع تنظيمها لأول مؤتمر للاستثمار في إفريقيا، والذي يرى فيه عدد من المراقبين محاولة للتشويش على المغرب الذي أطلق منذ سنوات استراتيجية للتعاون الاقتصادي مع الدول الإفريقية.

رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، سعيدة بن حبليس حاولت التغطية على “الفضيحة” من خلال القول إن ما جرى هو عمليات عودة طوعية للمهاجرين، وأن المهاجرين تم نقلهم إلى الجنوب (تامنراست) حيث ظروف الاستقبال أفضل.

في تامرانست قالت مهاجرة نيجيريا إنهم لم يكونوا يتوفرون على ماء للشرب أو الاستحمام. أما الهلال الأحمر الجزائري فقد قام بتوزيع بعض قنينات المياه على 23 شخصا، وعندما احتج المهاجرون بأنها ليست كافية، قيل لهم إن عليهم أن يدفعوا مقابلا ماديا.

للمزيد: الملك محمد السادس: دون تكبر أو استعلاء قمنا بتسوية وضعية المهاجرين الأفارقة