الرئيسية / المغرب الكبير / “العهدة الخامسة”..هل تتجه الجزائر نحو تثبيت بوتفليقة في الرئاسة؟
العهدة الخامسة
الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة

“العهدة الخامسة”..هل تتجه الجزائر نحو تثبيت بوتفليقة في الرئاسة؟

رأى المتابعون للشأن الجزائري في استقالة عمار سعداني، الأمين العام لحزب “جبهة التحرير الوطني”، على أنها تحضير للانتخابات البرلمانية 2017 من خلال إنهاء الانقسامات التي تسبب فيها سعداني المثير للجدل. بيد أن قراءة أخرى تقول بأن الانتخابات الرئاسية لسنة 2019 وتعبيد الطريق أمام العهدة الخامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة هو الرهان الرئيسي بعد أن قضى 17 سنة في الحكم من أربعة ولايات رئاسية.

خليفة سعداني على رأس “الأفلان” وزير الصحة السابق، جمال ولد عباس، تحدث عن وقوف الحزب وراء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وأن الرئيس استعاد عافيته بالرغم من كونه ما يزال يتنقل على كرسي متحرك. هو نفس الكرسي الذي حمل بوتفليقة لأداء القسم الرئاسي سنة 2014 في انتخابات غاب الرئيس عن حملتها بينما تكفل وزيره عبد المالك سلال بالتنقل للمدن والولايات حاملا وعود بوتفليقة للجزائريين ومذكرا إياهم بكونه الرجل الذي أعاد السلم والأمان للجزائر بعد عشرية دموية.

وفي حين لا يبدو أن إشادة وزير الصحة السابق بحالة بوتفليقة نابع من تشخيص أمين من طرف الطبيب بقدر ما هو خطاب السياسي الذي يريد أن يقنع الرأي العام الجزائري بما يصعب الاقتناع به، وهو أن الرئيس قادر على ممارسة مهامه كقائد للبلاد.

ولد عباس استعان بالتاريخ الغربي ليضرب المثل بالرئيس الأمريكي السابق فرانكلين ديلانو روزفلت الذي قال إنه حكم بلاده 14 سنة وهو على كرسي متحرك، واستشهد كذلك بفرانسوا ميتران الذي انتخب رئيسا لفرنسا وهو مصاب بمرض غير قابل للعلاج.

وما الظهور العلني في الفترة الأخيرة لبوتفليقة إلا دليل حسب الأمين العام الجديد لحزب “جبهة التحرير الوطني” على كون الرئيس بوتفليقة بصحة جيدة.

كلام ولد عباس ربطه البعض بتصريحات وزير التجارة السابق وزعيم حزب “الحركة الشعبية” عمارة بن يونس الذي أكد فيه أنه سيدعم ترشح بوتفليقة لولاية جديدة، ما عزز فرضية “العهدة الخامسة”.

هذا الاحتمال يعتبر حسب البعض تأكيدا لما ظل يرددونه عن كون الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لا يريد التخلي عن المنصب وأنه “حلمه” هو “الموت على كرسي العرش” بعدما حول الجزائر إلى ” جمهورية ملكية “.

هذه المؤشرات تعتبر حسب هذه القراءة مؤشرا على انطلاقة حملة “العهدة الخامسة” . فهل تتجه الجزائر فعلا إلى تثبيت الرئيس في قصر المرادية؟ وهل يعكس هذا التوجه توافقا بين أجنحة السلطة بعدما فشلت في حسم هوية خليفة بوتفليقة بعدما تم تداول عدد من الأسماء التي قد تحل محل الرئيس المتشبث بكرسي الرئاسة، حتى ولو كان كرسيا متحركا؟

للمزيد: ما هي خلفيات استقالة عمار سعداني من زعامة “الأفلان” بالجزائر؟