الرئيسية / الرئيسية / الجزائر..الطريق إلى قصر المرادية يمر عبر التلفزيون الحكومي
قصر المرادية
الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال على التلفزيون الرسمي

الجزائر..الطريق إلى قصر المرادية يمر عبر التلفزيون الحكومي

في ظل مرض الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، يكثر الحديث عن خليفته المقبل في قصر المرادية حيث تختلف التأويلات عن الشخص الذي سيكون محط توافق بين أجنحة النظام كما كان الشأن في الجزائر منذ وفاة هواري بومدين، إلى قرر بوتفليقة على ما يبدو كسر هذه القاعدة بعد تجاوزه الولاية الثانية.

في قراءة خاصة للمشهد السياسي الجزائري، اختارت الكاتبة الجزائرية حفصة كارا مصطفى تناول مسألة خلافة بوتفليقة والمرشحين لها من خلال إلقاء نظرة على التلفزيون الرسمي بالبلاد.

في مقالها بموقع Middle East Eye في نسخته الإنجليزية، استهلت حفصة كارا تحليلها بإحدى قفشات الكوميدي الجزائري الشهير محمد فلاق، التي تحدث فيها عن كيف تعلم الجزائريون خلال السبعينات فك الرموز المشفرة بالتفلزيون الرسمي.

عام 1978 كانت التلفزة الجزائرية قد عرضت شريطا وثائقيا عن الفيلة. وبينما مجموعة من هاته الحيوانات الضخمة مجتمعة في قطيع واحد، حتى نفق أحد أعضائها ثم خر على الأرض ميتا.

في صباح اليوم الموالي كان الجزائريون يعلمون أن الرئيس بومدين قد مات، يقول فلاق، قبل أن يأتي التأكيد على لسان التلفزيون الحكومي.

من خلال هذا التلفزيون نقرأ اليوم، حسب حفصة كارا، أن الوزير الأول عبد المالك سلال سيكون هو الرئيس المقبل للجزائر.

تواري الرئيس عن المشهد يعوضه الحضور المستمر لسلال من خلال ترأس مجموعة من الأنشطة كان من المفروض أن تعرف حضور بوتفليقة.

من جهة ثانية، يهدف الحضور المكثف للوزير الأول في التلفزيون إلى إظهار أن سيرورة الحكم مستمرة في البلاد رغم مرض الرئيس، لكن الجزائريين يقرأون في إطلالات سلال، حسب الكاتبة، تحضيرا للسباق الرئاسي في 2019.

حفصة كارا اعتبرت أن هناك إرادة لتسويق سلال إلى الرأي العام الجزائري المتعطش إلى زعامة سياسة.

هذه الزعامة هي ما يتم تسويقها اليوم في شخص سلال، في إطار هذا التحليل، من أجل طمأنة الرأي العام الغاضب من غياب الرئيس والذي لم يعد يفهم ما هو دوره اليوم في السلطة وكيف يصر محيطه على إبقائه في منصبه بالرغم من تدهور حالته الصحية كما أظهرت ذلك تدوينة الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس.

وبالرغم من ضعف فصاحته السياسية وتحول غير ما مرة إلى مادة لسخرية الجزائريين، إلى أنه بالمقابل يتم تسويق صورة عبد المالك سلال الرجل الودود وخفيف الظل.

من جهة أخرى، أظهر سلال نجاعة في الترويج لنفسه من دون إلى صورة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

وفي حين دفعت شكيب خليل البعض إلى التنبؤ بترشحه لمنصب الرئاسة، استبعدت حفصة كارا هذا الاحتمال لأن وزير الطاقة السابق لا يتمتع بشعبية بين الجزائريين بسبب تهمة الفساد التي التصقت به على خلفية ملف سوناطراك.

وبالتالي لا يساور الصحفية الجزائرية شك بأن من يتم تحضيره ليكون خليفة بوتفليقة في قصر المرادية هو عبد المالك سلال.