كل ما يجب أن تعرفه عن منطقة اليورو

منطقة اليورو هو الاسم الذي يطلق على دول الاتحاد الأوروبي المنضمة إلى العملة الموحدة اليورو.

وتحتل منطقة اليورو مكانة مهمة في العالم، حيث تعتبر ثاني أكبر قوة اقتصادية بالعالم بعد الولايات المتحدة، ولو كانت دولة واحدة متحدة لكانت أكبر اقتصاد بالعالم. يبلغ معدل الفائدة حاليًا 3.25% وهو أعلى من الفائدة الأمريكية البالغة 1% وذلك بعد عدة تخفيضات قام بها المصرف الأوروبي لتفادي الركود والأزمة المالية 2008.

تم إصدار اليورو عام 1999 وقد احتفلت الدول الأوربية في واحدة من أكبر احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة التي تزامنت مع إطلاق هذه العملة الجديدة وقد تجاوزت قيمتها الدولار الأمريكي، وارتفع إلى مستويات قياسية عند انهيار الدولار، ووصل إلى 1.6 $ لكن بعد دخول الاتحاد الأوروبي الركود هبط اليورو إلى أدنى مستوى في عامين ونصف في شهر نونبر 2008 إلى 1.24$.

أعلن رسميا عن دخول منطقة اليورو مرحلة الركود لأول مرة بتاريخها في نونبر 2008، وذلك بعد معاناة طويلة، وانهيار مؤسسات كثيرة بسبب الأزمة المالية. وكان الإعلان الرسمي بعد أن أظهرت البيانات الاقتصادية انكماش وتراجع في الاقتصاد الألماني بنسبة 0.5% وتراجع قوي لنمو الاقتصاد الفرنسي حيث حقق نمو قدره 0.1 % وتراجع كبير في الاقتصاد البريطاني وانكماشه لفصلين متتاليين.

وبخصوص الدول الأعضاء، كونت منطقة اليورو في 1 يناير 1999، يوجد حاليا 19 دولة في منطقة اليورو، آخرها كان ليتوانيا. ويصل عدد سكانها إلى أكثر من 320 مليون نسمة.

اليورو أو الأورو الرمز الشكلي:€  رمز الإيزو:EUR)  هي العملة الموحدة لدول الإتحاد الأوروبي، الذي يعد بعد الدولار الأمريكي ثاني أهم عملة على مستوى النظام النقدي الدولي. يتم التحكم به من قبل البنك المركزي الأوروبي في مقره بفرانكفورت بألمانيا.

اليوم يعد اليورو العملة الرسمية المتداولة في 19 دولة من دول الإتحاد الأوروبي الثماني والعشرون. كما أنه العملة الرسمية في ست دول أخرى هي ليست أعضاء في الإتحاد الأوروبي.

وجاءت فكرة العملة الأوروبية الموحدة اليورو قديمة بعمر الإتحاد الأوروبي نفسه، لكن بدأ تطبيقها عمليا في عام 1970 من خلال خطة فيرنر التي طرحها رئيس الوزراء اللوكسمبورغي بيير فيرنر، التي كانت نواة الإتحاد الاقتصادي والنقدي الأوروبي. كان أمل هذه الخطة تطبيق عملة موحدة في الإتحاد الاقتصادي الأوروبي بحلول عام 1980، لكن سرعان ما انهارت الفكرة وحل محلها عام 1972 اتحاد تصريف العملة الأوروبي ولاحقا عام 1979 النظام النقدي الأوروبي.

هدف النظام النقدي الأوروبي كان المحافظة على استقرار العملات المحلية. لتحقيق هذا الهدف، تم إنشاء عملة نقد شكلية لحساب تصريف العملة تحت اسم الإيكو (ECU)، التي من الممكن على المرء وصفها بأنها العملة الأوروبية الموحدة السابقة لليورو. في عام 1988 تبنت اللجنة الأوروبية تحت رئاسة جاك ديلورس ما يسمى بتقرير ديلورس.

هذا التقرير وضع الأساس لتطبيق تنفيذ العملة الأوروبية الموحدة من خلال تطبيق ثلاث مراحل.

المرحلة الأولى لنشأة اليورو تمت في يوليوز 1990 من خلال اتفاق يسمح بتنقل رؤوس الأموال بين دول الإتحاد.

في 1 يناير 1994 بدأت المرحلة الثانية من خلال تأسيس المؤسسة النقدية الأوروبية، التي كانت سابقة لتأسيس البنك المركزي الأوروبي فيما بعد. في 16 يناير 1995 تم الاتفاق على تسمية العملة الجديدة باليورو (Euro) بدلا من الاسم القديم وذلك بعد مداولات طويلة. كانت هناك أسماء أخرى عديدة مقترحة، من بينها فرانك أوروبي، غولدن أوروبي، كرونا أوروبية.  لكن اتفق المجتمعون على ألا تكون التسمية الجديدة للعملة المقترحة منسوبة لأي عملة متواجدة في أحد الدول الأعضاء.

فرنسا اقترحت إبقاء الاسم الذي استعمل طيلة هذه الفترة “الإيكو”، لكن كل هذه الاقتراحات فشلت إلى أن اقترح وزير المالية الألماني تيودور فايغل الاسم “يورو”.

في 13 يناير 1996 اتفق وزراء الإتحاد الأوروبي على معاهدة المحافظة على استقرار اليورو، التي نصت على محافظة الدول الأعضاء على استقرار اقتصادياتهم المحلية وبالتالي سعر صرف اليورو. المرحلة الثالثة تشكلت مع انعقاد المجلس الأوروبي ما بين 1-3 يناير 1998 واتفاقه على بنود إضافية، أهمها تحديد الدول المطبقة للعملة والاقتصاد الموحد. في 19 يونيو 2000 قرر المجلس الأوروبي ضم اليونان للدول الداخلة في الإتحاد النقدي والاقتصادي ابتداء من عام 2001، و في الأول من عام 2009 تم اعتماد اليورو كعملة رئيسية في سلوفاكيا.

في 1 يناير 1999 تم تحديد قيمة اليورو مقابل العملات المحلية للدول الأعضاء وأصبح اليورو منذ ذلك اليوم عملة بنكية لأول مرة. في اليوم التالي قامت بورصات فرانكفورت وباريس وميلانو بتدوين قيمة الأوراق المالية باليورو، كما تم ربط العملات المحلية في الدول الأعضاء باليورو بدل من الدولار. سُمح أيضا منذ ذلك التاريخ بفتح حسابات في البنوك بالعملة الجديدة. بدأ توزيع العملة الجديدة على البنوك والمؤسسات المالية في الدول الأعضاء منذ النصف الثاني للعام 2001، وفي شهر يناير من نفس العام بدأت البنوك بيع عينات من العملة الجديدة للجمهور.

بدأ التداول الرسمي لليورو في 1 يناير 2002، وأصبح العملة الرسمية في الدول الأعضاء بدلا من العملات المحلية، أي تم وقف قبول الدفع بالعملات القديمة إلا في أماكن معينة (كالبنوك مثلا). استبدلت البنوك المركزية في الدول الأعضاء في الفترة اللاحقة العملة القديمة لكل دولة باليورو. هذه الفترة مختلفة من دولة إلى أخرى، في ألمانيا على سبيل المثال سمح باستبدال المارك الألماني حتى عام 2005، وفي عام 2010 بدأت أزمة اليونان مما أثر على سعر صرف اليورو حيث هبط أمام الدولار لأدنى مستوياته أمام الدولار خلال ثلاث سنوات.

 

اقرأ أيضا

المغرب ودول إفريقيا وآسيا

ما هي الأبعاد الاستراتيجية للعلاقة بين المغرب ودول إفريقيا وآسيا ؟

خلال السنوات والأشهر الأخيرة، أحدث الملك محمد السادس نقلة نوعية في العلاقات الثنائية بين المغرب ودول إفريقيا وآسيا كما يظهر ذلك مقال لجون أبي نادر.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *