ضريح “امدغاسن”..أقدم معلمة نوميدية في شمال افريقيا

آمال الزاكي
2016-03-21T16:21:03+00:00
ثقافة ومعرفة
آمال الزاكي21 مارس 2016آخر تحديث : منذ 8 سنوات
ضريح “امدغاسن”..أقدم معلمة نوميدية في شمال افريقيا

تتوفر الجزائر على عدد كبير من المعالم التاريخية التي لا تزال شاهدة على مختلف الحقب الزمنية الضاربة في عمق التاريخ، ولعل أضرحة الملوك الذين تعاقبوا على حكم الجزائر، تبقى من أهم ما خلفته الحضارات السالفة في البلاد.

وتتميز الأضرحة التاريخية في الجزائر، على غرار باقي دول المغرب العربي، بشكلها المخروطي الشبيه بـ “البزينة ” القديمة التي تعكس الطابع المعماري النوميدي القديم، أو شكل آخر يتوفر على قاعدة مربعة والذي كان نتاجا لتزاوج التأثيرات الإغريقية الشرقية في المنطقة.

ضريح امدغاسن

ويعد الضريح الملكي الموريتاني أو ضريح “امدغاسن” المعروف أيضا بـ “قبر الرومية”، من أهم ما خلفته الحضارة النوميدية في الجزائر، حيث يقع على بعد 30 كلم غرب مدينة “باتنة” و 470 كلم شرق العاصمة الجزائر.

تتميز هذه المعلمة الأثرية بشكها الأسطواني المخروطي، وحجمها الضخم، ما يجعلها تحفة فنية شاهدة على العصور التاريخية التي عرفتها المنطقة.

أرجعت بعض المؤلفات الرومانية القديمة تاريخ بناء الضريح الملكي إلى الحقبة النوميدية، وبالضبط 40 سنة قبل الميلاد، أي في الحقبة التي احتل فيها الرومان مملكة موريتانيا التي ضمت يحنها كل من المغرب الأوسط والمغرب الأقصى.

ضريح امدغاسن

وتشير نفس الروايات إلى أن كلا من الملك يوبا الثاني وزوجته كليوباترا ابنة كليوباترا حاكمة مصر الفرعونية قديما، هما من اشرف على بناء الضريح الملكي، إلا أن الدراسات الانتروبولوجية الحديثة والأبحاث التي أجريت على موقع المعلمة تشير إلى بنائه في الفترة الممتدة ما بين القرن الرابع والثالث قبل الميلاد.

ويتميز الضريح العريق بشكله الدائري البالغ قطره 59 مترا وفي حين يصل ارتفاعه إلى 19 مترا، كما ويتكون من قسم سفلي أسطواني الشكل يتخلله 60 عمودا دوريا وثلاثة أبواب وهمية  في الاتجاهات الأربع للكرة الأرضية، ويعلوه قسم آخر مخروطي الشكل يتكون من درجات.

ويتوفر الضريح الملكي الموريتاني على قبو كان مخصصا للدفن، في الوقت الذي يوجد في مدخل الضريح في الجهة الشرقية من عنق المخروط.

هذا وتعرضت هذه المعلمة التاريخية لعوامل الطبيعية التي أثرت بشكل كبير على سقفها المخروطي، ما دفع السلطات المحلية لتسييج محيط الضريح وترميمه تفاديا لانهياره.

إقرأ أيضا:أغرب ملكات حكمن العالم من هن؟

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق