صحوة “بان كي مون” المنصفة للمغرب

هيثم شلبي
هكذا نراها
هيثم شلبي13 أبريل 2015آخر تحديث : منذ 9 سنوات
صحوة “بان كي مون” المنصفة للمغرب

أخيرا، وبعد طول تأخير، نطق الأمين العام للأمم المتحدة بما كان يجب عليه قوله بخصوص المعاناة الإنسانية للمواطنين الصحراويين المحتجزين في مخيمات تيندوف والحمادة في الجزائر، عندما ضمن تقريره الأخير نصا واضحا يطالب السلطات الجزائرية ومسؤولي جبهة البوليساريو بالسماح لأجهزة الأمم المتحدة بإحصاء السكان المحتجزين في المخيمين. مطلب لطالما أصر عليه المغرب- إضافة لمطلب لم يستجب له بعد يخص عدم اعتبار جبهة البوليساريو الناطق الرسمي الوحيد باسم صحراويي المخيمين، وبالتالي ضرورة حضور شيوخ قبائل صحراوية المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة بين المغرب والجبهة- وناور وداور بان كي مون كثيرا من أجل تخفيف عبارات المطالبة به تحسبا لإغضاب الجزائر، حيث تعتبره خطا أحمر، جاعلة من معرفة العدد الحقيقي لمحتجزي تيندوف والحمادة “طابو” لا يجوز الاقتراب منه.
وإذا أضفنا إلى “طابو” العدد محذورا آخر لطالما استعملته جبهة البوليساريو من أجل المساومة والتشويش، ونقصد منع الزيارات العائلية بين محتجزي تيندوف والحمادة وأهلهم في أرض الوطن، يتجلى بوضوح مدى الاستخفاف بالمعاناة الإنسانية لهؤلاء المواطنين المغاربة، ومدى الجرم الممارس بالتواطؤ بين عسكريي البوليساريو وشركائهم الجزائريين بالمتاجرة بالتبرعات والهبات التي يتم جمعها في أوروبا لصالح اللاجئيين الصحراويين الذين يستمر الطرفان في “نفخ” عددهم وتضخيمه، دون السماح لأي كان بمعرفة عددهم الحقيقي، ناهيك عن اتضاح من المتهم بانتهاك أبسط حقوق الإنسان، ومن يحتاج إلى بعثات تقصي حقائق من أجل الوقوف على حقيقة الأوضاع عنده.
ولعل ما يزيد من ابتهاج المغرب “بالصحوة المتأخرة” للأمين العام للأمم المتحدة، أنه قرنها بالإشادة بالأبواب المغربية المفتوحة في وجه جميع البعثات الحقوقية المنصفة، رسمية كانت أو أهلية، محلية أو دولية، من أجل الاطلاع عن كثب على حقيقة ما يتمتع به المواطنون في هذا الجزء من المغرب، ناهيك عن اعتراف “كي مون” بالموارد المالية الكبيرة المرصودة لصالح التنمية البشرية هناك، مما يجعل المقارنة بين أوضاع الصحراويين على طرفي الحدود أكثر من ضرورية، لتمييز أصحاب الحق الأساسيين.
إن التقرير الأخير الممدد لمهمة بعثة المينورسو، وإشادته بجهود المغرب، واقترابه من “عش الدبابير” الخاص بإحصاء الصحراويين المحتجزين في الجزائر، من شأنه أن يضفي مزيدا من التفاؤل على التوقعات الخاصة بقرب حدوث “تطورات إيجابية” يعدها المبعوث الشخصي للأمين العام كريستوفر روس، من شأنها إحداث اختراق في هذا الملف المعقد، لاسيما وأن صبر الصحراويين في المخيمات قد نفد، واحتجاجاتهم اليومية أصبحت عصية على الإنكار أو الإخفاء، وقبضة عصابة البوليساريو ومشغليهم قد ارتخت، ولم يعد من مجال إلا لإقفال هذا الملف وعودة المواطنين المحتجزين إلى حضن وطنهم الأم: المغرب.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق