الجامعة تقود الكرة المغربية نحو الهاوية

جامعة ملكية من دون رئيس ومنتخب من دون مدرب وكأس إفريقيا للأمم على الأبواب بالملاعب المغربية، ولا مؤشرات تلوح في الأفق أن الكأس ستبقى في المملكة لإسعاد الجماهير المتعطشة لتتويج ثاني طال انتظاره منذ 1976.
تلك مع الأسف، هي حقيقة وضع الكرة المغربية الذي قادته الجامعة ومسؤولوها للهاوية منذ إشرافهم عليها سنة 2009. توالت الأخطاء التي كانت كلفتها غالية جدا من قبل جامعة مغربية ظهر بالملموس أن القائمين عليها يفهمون في أشياء أخرى غير كرة القدم.
بدءا بالكيفية التي تم بها الانفصال عن المدرب الفرنسي روجي لومير والتي خرج منها الأخير بأموال طائلة، إلى التعاقد مع أربعة مدربين مغاربة في سابقة في تاريخ كرة القدم، مرورا بالتعاقد مع المدرب البلجيكي إيريك غيريتس بملبغ خيالي ودون نتائج تذكر، ثم انتهاء بفضيحة انتخاب المكتب الجامعي الجديد وبقاء منصب مدرب المنتخب شاغرا منذ انتهاء العقدة الذي جمعت الجامعة بالإطار الوطني رشيد الطاوسي.
الكرة المغربية في عهد جامعة الفاسي الفهري اندحرت إلى مستوى مؤسف جدا، في وقت استطاعت فيه معظم منتخبات القارة السمراء تحقيق تطور مهم في مستواها جعلها تنافس كبريات المنتخبات الإفريقية.
في عهد الجامعة المذكورة، فقد المنتخب المغربي البوصلة تماما، كما لم تستطع الفرق الوطنية تحقيق الشيء الكثير على المستوى الإفريقي باستثناء تتويج الفتح الرباطي والمغرب الفاسي بلقبين على مستوى كأس الاتحاد الإفريقي، في الوقت الذي بقيت فيه الفرق التونسية والمصرية تتنافس على الألقاب القارية، بالرغم من آثار الثورة في البلدين وما كان لها من تبعات على الممارسة الكروية هناك.
في عهد جامعة الفاسي فشل المنتخب المغربي في التأهل لكأس العالم مرتين، ولم يستطع تجاوز عتبة الدور الثاني في كأس إفريقيا في مناسبتين فيما فشل في ضمان حتى الحضور في أخرى ثالثة، وتقهقر “أسود الأطلس” وأصبحوا من أضعف المنتخب في القارة السمراء.
مهزلة انتخاب المكتب الجامعي والرئيس الجديد كان آخر فصول العبث الذي صاحب تدبير جامعة الفاسي الفهري للشأن الكروي بالمغرب، ورفض الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” الاعتراف بانتخاب فوزي لقجع عمق من الأزمة التي تعيشها الكرة المغربية منذ سنوات ولترهن مستقبل الرياضة الأكثر شعبية في المملكة لأشهر مقبلة.
وفي الوقت الذي يقترب فيه المغرب من احتضان كأس إفريقيا للأمم، لا تبدو الآمال معلقة للظفر بهاته الكأس في ظل التصدع الذي يشهد محيط الأسود. ولعل التصريح الأخير الذي أدلى به المدرب المؤقت حسن بنعبيشة لموقع “فرانس فوتبول” والذي أكده فيه أن مجرد التأهل للدور الثاني سيعد إنجازا بحد ذاته، لأكبر دليل على أن الكرة المغربية على شفير الهاوية.

اقرأ أيضا

الممارسة الجنسية في الفضاء العام

لا لاستغلال قضية “بنحماد- النجار” من أجل شرعنة الممارسة الجنسية في الفضاء العام!!

تتعالى أصوات بعض الجمعيات الحقوقية، تحت ستار الدفاع عن الحرية الشخصية في قضية "بنحماد- النجار" من أجل تجديد المطالبة بإلغاء تجريم الممارسة الجنسية في الفضاء العام مدخلا لتعديل قوانين مماثلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *